هولاكو خان (1217-1265) هو حفيد جنكيز خان و أخ كوبلاي خان و مونكو خان.
هولاكو ابن تولي -ومن أم مسيحيةمن إحدى قبائل الترك التي كانت تعتنق المذهب النسطوري من الديانة المسيحية في منغوليا- أرسل من قبل أخيه مونكو في عام 1255 لإكمال ثلاث مهمات في جنوب غرب آسيا, الاولى كانت لإخضاع قبيلة اللُر -أناس في جنوب إيران، من ما يسمى لرستان، ثانيا تدمير طائفة الحشاشين, وثالثا تدمير الخلافة العباسية في بغداد.
سار هولاكو مع أكبر جيش مغولي لم يتم تجميعه من قبل, واستطاع ان يدمر قبيلة اللُر بسهولة, و من خلال سمعته الرهيبه استطاع ان يجعل الحشاشين يستسلموا إليه دون أية معركة.
اعتزم هولاكو دائما الاستيلاء على بغداد و استخدم في ذلك الامر رفض الخليفة في ذاك الوقت. وقد ارسل رسالة مفادها:
عندما أقود جيشي إلى بغداد في حالة غضب, ساقبض عليك سواء أختبئت في الجنة أو في الارض. ساحرق مدينتك وأرضك و شخصك. أذا كنت حقا تريد حماية نفسك و عائلتك الموقرة, أسمع نصيحتي, وأن أبيت ذلك فسترى مشيئة الله فيك.
لم يكن الخليفة العباسي يعرف ماهو العمل ضد غزو هولاكو لبلاده, فدافع بضعف عن بغداد. "ويذكر تاريخيا ان سبب ضعف جيشه كان بسبب مشوره احد وزرائه وهو ابن العلقمي". وعندما سقطت بغداد , أمر هولاكو بتقسيمها إلى عدة أقسام حسب سكانها - مثال لذلك وضعه المتعلمين و المسيحين في أحدى الاقسام كيلا يمسهم جنوده بسوء و قد كان في جيش هولاكو كتائب كاملة من حلفائه المسيحيين الأرمن و الكرج(الجورجيين),و كان هؤلاء هم الأكثر فتكاًفي استباحة مسلمي بغداد و العراق وقد قتل على الأقل 250,000 منهم " يقال انه قتل تقريبا 800,000 من سكان بغداد". بعد ذلك, قتل هولاكو الخليفة العباسي بان لفه سجاده وجعل يوسع ضربا و دهسا من الخيول . وفي حكاية اخرى, تحدث ماركوبولو عن ان هولاكو أجاع الخليفة حتى الموت لكن لايوجد دليل لذلك.
مات هولاكو خان في عام 1265 . وقبر في مكان غير معلوم في اذربيجان.
سـياسـته :
يقول د . الصياد في كـ المغول في التاريخ ص325 : " بالرغم ما يحكيه التاريخ عن هولاكو من قسوة وغلظة.. ، فإن هذا العاهل كان يميل إلى تشيـيد الأبنية ، وتشجيع العلماء والفلاسفة وحثّهم على مواصلة البحث والدرس ، إذ كان يخصص لهم الرواتب المجزية ، ويغدق عليهم الهبات ، و يزين مجلسَه بحضورهم ، كما كان هو نفسه شغوفاً بعلوم الحكمة ( الفلسفة) والنجوم والكيمياء ، فلا عجب أن كان يصرف بسخاء في سبيل تقدم هذه العلوم. وليس أدلَّ على هذا الشغف من أنه عهد إلى العالم الرياضي الفلكي الخراساني المسلم (نصير الدين الطوسي) ببناء مرصد عظيم في مدينة مراغة بإقليم أذربيجان ، أعدَّه بأدق الأجهزة المعروفة في زمانه ، سنة 657هـ ، وبناء على أوامر هولاكوخان واهتمامٍ شخصي مباشر منه ؛ وقد استعان نصير الدين بعدد من العلماء الذين فرَّغهم هولاكو تفريغاَّ كاملاً للعلم ، وأجرى عليهم الرواتب الجزيلة ، ثم إن هولاكو ألحق بهذا المرصد مكتبةً عظيمةً جداً تبلغ 400ألف كتاب، جمعت محتوياتها مما كان قد حصّـله المغول في فتوحاتهم* لقلعة ألموت الاسماعيلية ولمدينة بغداد " انتهى. من كـتابه المغول في التاريخ ص325 يقول المؤرِّخ المقريزي (ت 840هـ) عن هذا المرصد في كتابه ( السلوك لمعرفة دول الملوك) ج1 \ صـ421 : (( إلى جانب مهمة المرصد الأساسية ،كان هذا المرصد داراً للفقهاء و الفلاسفة والأطباء ، بها من كتب بغداد شيءٌ كثير وعليها أوقافٌ لخُدَّامها ))
وكان من نتائج العمل في هذا المرصد أن ألَّف العالم نصير الدين الطوسي كتابه الشهير في علم الفلك وسمَّـاه ( الزيج الايلخاني) ، وقدّمه الى هولاكوخان ..ومع أن هولاكو كان بوذياً إلا أنه كان يعطف على جميع الأديان ، و يؤثر المسيحيين إيثاراً عظيماً تكريماً لزوجته المسيحية التركية (دقوز خاتون ) و هي حفيدة (طغـُرل خان) ملك قبائل الكيرايْت Keraitالتركية ، الذي كان ملك الصين قد لقّبه بـ وانغ خان .