خوف الطفل من والده هل هو هدف ؟؟
هل خوف الطفل من والده محمود ام لا ؟ وهذا التخويف يزرع من قبل الام مثلا عندما يهم الولد الصغير ( ثلاث سنوات مثلا ) بعمل شيء لا تحبه الام او الاب ؟ هل هذا شيء طيب ام ان له سلبيات لا تحمد عقباها ، مثل ان يعمل الابن شيئا امام ابيه واذا كان الاب غير موجود فانه يتغير عملهاو خلقه .
الجواب
يحتاج الطفل إلى سلطة ضابطة، ويحتاج إلى قدر من الحزم.
إلا أن هذا الجانب يبالغ فيه كثير من الآباء والأمهات، ويرون أن نجاح الأب في تربية أولادهم مرهون بأن يكونوا يخافون من مجرد نظراته، وكثيرا ما يضرب الآباء كبار السن المثل في ذلك مقارنين التربية القديمة بالتربية المعاصرة.
ولا شك أنه لا بد من قدر من الحزم، ولا يمكن أن تكون حال الطفل لوحده كحاله مع والديه.
لكن من المهم في ذلك أن نراعي أمرين:
الأول: ألا تتسع الفجوة بين ما يفعله الطفل إذا كان لوحده وما يفعله أمام الناس.
الثاني: ألا يكون الحزم على حساب شعوره بالحب والحنان والعاطفة الحية من والديه، وشعوره بالاطمئنان لهما.
إن الطفل الذي يفرح حين يدخل والده المنزل ويسرع لاحتضانه يعيش حياة نفسية وعاطفية أفضل من الذي يرتجف ويخاف حين يسمع صوت والده. ولنا في النبي صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة في تعامله مع الأطفال وإحسانه لهم، وإشفاقه عليهم، والنماذج من ذلك كثيرة، ومنها:
عن عبد الله بن جعفر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر تلقي بالصبيان من أهل بيته قال وإنه قدم مرة من سفر قال فسبق بي إليه قال فحملني بين يديه قال ثم جيء بأحد ابني فاطمة إما حسن وإما حسين فأردفه خلفه قال فدخلنا المدينة ثلاثة على دابة (متفق عليه). وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذني فيقعدني على فخذه ويقعد الحسن على فخذه الأخرى ثم يضمهما ثم يقول اللهم ارحمهما فإني أرحمهما (رواه البخاري).
وعن أنس - رضي الله عنه – قال صلى الله عليه وسلم كان أرحم الناس بالصبيان والعيال (رواه ابن عساكر).